“أحبك حبين”
قراءة فى مناجاة رابعة العدوية ..
â–،â–، حين وقفت رابعة العدوية
على أعتاب السماء، نطقت بما لم ينطق
به أحد قبلها، كلمات خرجت من قلب
احترق عشقًا لله،
فبقيت خالدة تتردد في قلوب العارفين
جيلاً بعد جيل:
“عرفت الهوى مذ عرفت هواك”
الهوى عند رابعة ليس هوى النفوس،
بل هوى الأرواح العاشقة لله…
لم تعرف طعم الحب
إلا بعد أن تذوقت حب الله
فإذا بكل شيء في الدنيا يتضاءل
ويذوب في حضور اسمه.
“وأغلقت قلبي عمن سواك”
هنا ذروة التوحيد…
قلبها صار محرابًا لا يسكنه سوى الله.
أغلقت أبواب روحها عن الخلق،
وتركت كل شيء خلفها لتقول:
"يا رب، لا أريد إلا أنت…
أنت الكفاية والغنى والعز."
“أحبك حبين:
حب الهوى
وحبًا لأنك أهل لذاك”
يا الله… أي تقسيم هذا للحب؟
حب الهوى:
شوق العبد، واشتياق من أضناه البعد،
حب يجعل الذكر أنسًا،
والعبادة لذة، والبكاء راحة.
وحب لأنك أهل لذاك:
حب بلا سبب ولا غاية،
حب العارفين الذين عرفوا الله،
فرأوا أن ذاته العلية
هي وحدها الغاية،
وأسماؤه الحسنى كافية
لأن تذيب القلب شوقًا.
“فأما الذي هو حب الهوى…
فشغلي بذكرك عمن سواك”
كل ما في الدنيا زائل…
والقلب الذي ذاق حبك يا الله،
لا يطيق أن ينشغل
بغيرك لحظة واحدة.
“وأما الذي أنت أهل له…
فكشفك لي الحجب حتى أراك”
يا الله… أي مقام هذا؟
إنه مقام العارفين بالله،
الذين ارتفعت عن قلوبهم الحجب،
فرأوا النور،
وتاقت أرواحهم للقاء وجهك الكريم.
“رضيت بما شئت لي في هداك”
هنا تنكسر الإرادة البشرية…
لم يعد للعبد اختيار،
ولا دعاء، ولا رجاء إلا ما يريده الله.
رضيت بكل ما قسمت،
ورضيت حتى بالبعد عنك
إن كان فيه رضاك.
الرسالة التي تحملها الأبيات لنا
أن حب الله درجات…
يبدأ بشوق العابدين،
وينتهي بذوبان العارفين.
أن أسمى الحب أن تحب الله لأنه الله
لأنه أهل لكل سجود ودمعة وذكر.
أن التسليم الكامل
هو راحة القلوب المحترقة شوقًا لله.
اللهم ارزقنا حبك…
وحب من يحبك…
وحبًا يبلغنا رضاك،
وكشفًا للحجب حتى نراك
بقلوب خالصة لك.
الموضوع الأصلي :
أحبك حبين قراءة فى مناجاة رابعة العدوية || الكاتب :
نور || المصدر :
منتدى مملكة الجوهرة
آخر تعديل الدعم الفني يوم
07-17-2025 في 09:48 AM.