الصبر من أعظم الأخلاق التي دعا إليها الإسلام، وهو سمة من سمات المؤمنين الصادقين. لم يذكر الله الصبر في كتابه إلا مقرونًا بثواب عظيم، أو مدحٍ لعباده، أو وعدٍ بالنصر.
قال تعالى:
“إنما يُوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب” [الزمر: 10].
⸻
أنواع الصبر:
الصبر في الإسلام لا يقتصر على التحمل وقت المصيبة فقط، بل يشمل ثلاثة أنواع رئيسية:
1. الصبر على الطاعة: كالصبر على الصلاة، والصيام، وقيام الليل، والالتزام بالأوامر الشرعية.
2. الصبر عن المعصية: وهو مقاومة النفس والهوى، والابتعاد عن الذنوب رغم الإغراءات.
3. الصبر على البلاء: كالفقر، المرض، فقد الأحبة، والابتلاءات التي يختبر الله بها عباده.
⸻
مكانة الصابرين:
الصابرون لهم منزلة عالية في القرآن والسنة، ومن ذلك:
• قال تعالى:
“واصبرْ وما صبرك إلا بالله” [النحل: 127].
• وقال أيضًا:
“وبشر الصابرين” [البقرة: 155].
• وقال النبي ﷺ:
“عجبًا لأمر المؤمن! إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له” [رواه مسلم].
⸻
نماذج من الصابرين:
• أيوب عليه السلام: رمز الصبر على المرض والابتلاء، فصبر سنوات طويلة دون أن يفقد ثقته بالله.
• يوسف عليه السلام: صبر على الظلم، والسجن، والفراق، حتى رفعه الله وجعل له العاقبة.
• نبينا محمد ﷺ: صبر على الأذى والتكذيب والجوع والحروب، ومع ذلك ظل رحيمًا وصابرًا محتسبًا.
⸻
الخاتمة:
الصبر ليس ضعفًا، بل هو قوة داخلية لا يملكها إلا من تعلّق قلبه بالله. وهو طريق الفرج، ومفتاح لكل خير.
فاصبر مهما اشتد البلاء، وثق بأن مع العسر يسرًا، وأن الله لا يُضيع أجر الصابرين.
قال تعالى:
“فاصبر إن وعد الله حق” [الروم: 60]
الموضوع الأصلي :
الصبر في الإسلام خلق الأنبياء وسر النجاح || الكاتب :
سمير العباسي || المصدر :
منتدى مملكة الجوهرة