لا يكاد يَخلو مجلسٌ مِن مجالسنا إلا ونتناول فيها كبيرةً مِن الكبائر، ولكن البعض تهاوَن في ارتكابها؛ بل عدَّها فاكهةً لا بد منها، هذه الكبيرة هي الغيبة.
قال تعالى: ( وَلَايَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ) [الحجرات: 12].
والغيبة هي كما قال صلى الله عليه وسلم: ((ذِكرُك أخاك بما يكره))، وقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه مُحَذِّرًا مِن شناعة هذا الذنب: ((أتدرون أَرْبَى الربا عند الله؟))، قالوا: اللهُ ورسولُه أعلَم، قال: ((فإن أرْبَى الربا عند الله استحلالُ عرض امرئٍ مسلم))، ثم قرأ: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) [الأحزاب: 58]؛ رواه أبو يعلى، وفي الطبراني: ((الربا اثنان وسبعون بابًا، أدناها مثل إتيانِ الرجلِ أمَّه، وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه)).
وعند الترمذي أن عائشةَ قالتْ للنبي صلى الله عليه وسلم: حَسْبُك مِن صفية أنها كذا وكذا - تعني أنها قصيرة - فقال صلى الله عليه وسلم: ((لقد قلتِ كلمةً لو مُزجتْ بماء البحر لَمَزَجَتْهُ)).
فكم مِن كلمات وكلمات قلناها تُغَيِّر البحار والمحيطات؛ لأننا اغتبنا فيها الناس!
لذا يجب علينا - أن نحفظ ألسنتَنا، أن نزين مجالسنا بالذِّكر الطيب، قال عمر رضي الله عنه: "عليكم بذِكر الله؛ فإنه شفاء، وإياكم وذكرَ الناس؛ فإنه داء".
اللهم اغفِر ذنبنا، واستُر عيبنا، وتجاوز عن زلاتنا، إنك غفور رحيم.
الموضوع الأصلي :
فاكهة محرمة || الكاتب :
سمير العباسي || المصدر :
منتدى مملكة الجوهرة